اللقاءات الصحفية

قصة الدكتور فواز

هجرة نماذج ناجحة لبعض أبناء فئة غير محددي الجنسية ليست جديدة، فمنذ منتصف التسعينات من القرن الماضي والبلد ينزف طاقات ممتازة جراء الإجراءات المجحفة التي اتخذتها الحكومات المتعاقبة تجاه هذه الفئة، ولإحساس بعض من نجح في دراسته منهم وحصل على شهادة عليا، ان الأفق غير موجود في البلد وان الهجرة قد تفتح إمكانية للاستقرار الوظيفي والعملي، خصوصاً في بلدان تحترم البحث العلمي وتصرف عليه، عكس ما لدينا، لان بعض أعضاء هيئة التدريس لدينا كل همهم الساعات الزائدة فوق النصاب ومكافأة الكورس الصيفي.
المهم هاجرت العقول الى ان وصلنا الى جائحة كورونا التي بدلت الموازين وحولت القدرات الطبية لكل الدول، صغيرة كانت أو كبيرة، إلى عنصر القوة الأول لدى الدول، بعد ان كانت الدبابة والمدفع.
الأكثر أهمية هو استمرار نزف هذا البلد لأفضل العقول الطبية من هذه الفئة، فمنذ فترة بسيطة تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي خبر هجرة اختصاصي أمراض القلب الدكتور فواز العنزي الى الولايات المتحدة الأميركية ليستقر هناك ويمارس دوره في أرقى المستشفيات، والسؤال الذي يطرح: لماذا يستمر هذا النزيف طوال هذه السنين؟ وكيف يعقل ان نستجلب عناصر طبية من كوبا وبنغلادش والهند، وفي الوقت نفسه «نطفش» البدون مع ان بعضهم ابناء كويتيات؟! انا ادرك ان الحكومة مازالت تعيش نشوة النصر النسبي التي حققته في «كورونا»، ولكني اذكرها ان لديها مهام أخرى كذلك، وإذا كانت تعتقد أنها توازي في مستواها حكومات السويد او الدنمارك او ألمانيا فهي مخطئة، ما زلنا نذكرهم بالشهادات المزورة والطرقات السيئة والخلل في التركيبة السكانية، اما الفساد وغسيلنا الوسخ فالحمد لله الصحافة العالمية تكفلت بهذا الامر نيابة عنا.
بالمناسبة: خالص العزاء لأهل المرحومة كلثوم نايف «أم فهد»، التي توفيت منذ أيام بعد ان عملت ممرضة منذ عام 1969 وهي الى ان توفيت كانت تحمل صفة «مقيمة بصفة غير شرعية»، وعاشت حكومتنا الرشيدة حكومة الانسانية. فهل وصلت الرسالة؟.. آمل ذلك.

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى