آخر الأخبار

كيف تكتشف إصابة طفلك بأمراض القلب الخلقية؟

لا تزال أمراض القلب عند الكبار السبب الرئيسي للوفاة على الصعيد العالمي، وتشكل %16 من مجموع الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب.

وإذا كانت الممارسات اليومية غير الصحية وأمراض تصلب الشرايين وبعض عوامل الخطورة، مثل ارتفاع ضغط أو سكر الدم هي الأكثر انتشاراً عند الكبار، فإن الأمر مختلف تماما بالنسبة للأطفال، فأمراض القلب الخلقية تمثّل النسبة الأكبر عندهم.

الدكتور فواز العنزي البروفيسور في أمراض القلب والباطنية بمستشفى جامعة ديوك في الولايات المتحدة وخبير فحوصات القلب على المستوى الإكلينيكي والفيزيائي والبحث العلمي، تحدث لـ القبس عن أمراض ثقوب القلب عند الأطفال والعلامات السريرية التي تشير إلى وجود مرض في القلب عند الأطفال.


وظيفة القلب

وأوضح العنزي: «يتكون القلب من أذين أيسر وأذين أيمن، وبطين أيسر وبطين أيمن. وظيفة الأذينين استقبال الدم، ووظيفة البطينين ضخ الدم، فعندما يعود الدم غير المحمّل بالأوكسجين من الجسم يتم استقباله أولاً من الاذين الأيمن الذي يقوم بتوصيله إلى البطين الأيمن، ثم يتم ضخه إلى الرئة لأخذ الأكسجين اللازم منها، يعود هذا الدم إلى الجزء الأيسر من القلب ليتم استقباله أولاً من الأذين الأيسر ثم يقوم بإرساله الى البطين الأيسر ليقوم بضح الدم المحمل بالأكسجين إلى جسم الإنسان».

ثقوب القلب لدى الأطفال

وبيّن د.العنزي أنه «أثناء فترة الحمل لا تعمل رئة الجنين، ويأخذ الجنين كمية الأكسجين اللازمة من الأم. لذلك، لاستكمال الدورة الدموية للجنين يجب أن يكون هناك ثقب بين الأذينين، لكي يمر الدم من الأذين الأيمن إلى الأذين الأيسر دون المرور في رئة الجنين لأنها لا تعمل»، مردفاً: «يجب أن يكون هناك ثقب بين الأذينين. لذلك كل الأجنة يجب أن يكون عندها ثقب بين الأذينين لاستكمال الدورة الدموية أثناء الحمل».

وفسر أن «غالبية هذه الثقوب تنغلق تلقائياً وتدريجياً بعد الولادة، وليست خطيرة، بل إن الصغيرة منها أو المتوسطة قد لا تظهر لها أعراض سريرية إلا في سنوات متقدمة جداً من العمر، لأن الفرق في الضغط بين الأذين الأيمن والأذين الأيسر ليس كبيراً، وبالتالي انتقال الدم بين الأذينين ليس كبيراً. أما الثقوب البطينية فهي الأكثر شيوعاً، وتعتمد أعراضها أيضاً على حجم ومكان هذا الثقب».

أسباب الثقوب القلبية

أشار د.فواز إلى أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى السبب الحقيقي وراء هذه الثقوب، لكن هناك أسبابا ترجح علاقتها بزيادة ثقوب القلب عند الأطفال، التي عادةً ما تكون مرتبطة بحالة الأم الحامل، وهي:

1. الحمل في سن متأخرة.

2. التدخين أثناء الحمل.

3. تعاطي المخدرات أثناء الحمل.

4. مرض سكر الدم والسمنة.

5. أمراض جينية ووراثية.

ولفت الدكتور إلى أنه «قد لا تكون الأعراض السريرية لعيوب القلب الخلقية عند الأطفال في البداية واضحة. ورغم ذلك، فإن بعض هذه العيوب الخلقية للقلب قد يمثّل خطورة كبيرة على حياة الطفل، سواء في الأسابيع الأولى بعد الولادة أو حتى بعد سنوات عدة»، موضحاً أن «بعض هذه العيوب الخلقية تكون بسيطة أحياناً ولا تحتاج إلى علاج، بينما هناك عيوب أخرى أكثر تعقيداً وقد تحتاج إلى إجراء العديد من العمليات الجراحية على مدار سنوات».

وقال البروفيسور: «الاكتشاف المبكر لهذه العيوب الخلقية يعتبر في غاية الأهمية، وتعد المرحلة الأهم في العلاج، فمن الضروري أن يتعرّف الأهل والأمهات تحديداً على أعراض أمراض القلب عند الأطفال حتى يتم اكتشافها أولاً و ثم علاجها قبل أن تلحق الأذى بعضلة القلب أو تؤدي إلى ارتفاع شديد وغير مرتجع في ضغط الشريان الرئوي».

أعراض عيوب القلب الخلقية عند الأطفال

أولاً: عند الأطفال الرضع:

◄ عدم قدرة الطفل على استكمال جلسة الرضاعة بسبب صعوبة وسرعة التنفس أثناء الرضاعة.

◄ ظهور التعرّق الشديد وشحوب الوجه أثناء الرضاعة.

◄ تحول لون اللسان واللثة وأطراف الفم والأظافر إلى اللون الأزرق خصوصاً أثناء الرضاعة.

◄ عدم زيادة الوزن المتوقعة للطفل خلال السنة الأولى بعد الولادة.

◄ حدوث التهابات الجهاز التنفسي بشكل متكرر.

ثانياً: عند الأطفال بسن أكبر:

◄ عدم المقدرة على مواكبة الأطفال الآخرين جسدياً وصعوبة التنفس عند ممارسة النشاط الرياضي البسيط.

◄ التعرق الشديد عند ممارسة أي نشاط بدني بسيط.

◄ تحول لون الفم إلى الأزرق أثناء الرياضة.

◄ فقدان الوعي.

◄ تسارع شديد في نبضات القلب.

◄ تورم القدمين، ويلاحظ أكثر في آخر النهار ويكون أقل حدة في الصباح الباكر.

◄ كبر حجم منطقة البطن بشكل غير متلائم مع حجم الجسم.

طرق علاج الثقوب القلبية لدى الأطفال

أفاد د.فواز بأن طرق علاج الثقوب القلبية تعتمد على عوامل منها:

1. عمر الطفل.

2. وجود الأعراض من عدمه.

3. حجم ومكان الثقب.

4. حجم وكفاءة القلب وضغط الشريان الرئوي.

وقال إن معظم الثقوب غالباً ما تنغلق من نفسها بشكل تلقائي دون الحاجة للعلاج. لكن في الحالات الشديدة التي تؤثر على حياة الطفل نلجأ إلى للتدخل الطبي من خلال ثلاثة طرق، هي:

1 – الأدوية:

تساعد بعض الأدوية مثل مدرات البول في التخفيف من أعراض ضيق التنفس والتعب الناتج من تراكم السوائل حول القلب أو في الجسم، كما أن هناك بعض الأدوية تعمل على الحفاظ على عضلة القلب وضغط الشريان الرئوي.

2 – القسطرة القلبية:

قد يتم أحياناً استخدام أداة معينة لإغلاق الثقوب القلبية ومنع الدم من الاختلاط بين الأذينين أو البطينين.

3 – الجراحة:

يتم عادةً اللجوء الى الجراحة في بعض الأحيان التي يكون فيها هذا الثقب في مكان يصعب عمل قسطرة فيه أو تكون هناك عيوب خلقية أخرى في القلب تستدعي التدخل الجراحي.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى