اللقاءات الصحفية

أفضل علاج لضيق الشرايين القلبية وانسدادها

تعتبر أمراض القلب والجلطات القلبية السبب الأول للوفيات في العالم، لذلك هناك اهتمام من جميع المنظمات الطبية بشكل عام والقلبية بشكل خاص بالكشف عن أفضل سبل العلاج والوقاية من مرض تصلب الشرايين.

وفي حديث لـ القبس، أوضح البروفيسور د. فواز العنزي أستاذ أمراض القلب والباطنية بمستشفى جامعة ديوك في الولايات المتحدة وخبير فحوصات القلب، أن «أغلب أسباب انسداد أو ضيق الشرايين القلبية هي نتيجة لترسب وتراكم الكوليسترول على جدرانها، كما يعتبر هذا الضيق أحد أعراض مرض تصلب الشرايين والسبب الأول لحدوث الجلطات القلبية».

3 طرق رئيسية لعلاج ضيق أو انسداد الشرايين القلبية:

1 – الطرق المعتمدة على العلاج الدوائي فقط.

2 – الطرق المعتمدة على قسطرة القلب وتركيب الدعامات القلبية.

3 – الطرق المعتمدة على التدخل الجراحي وعملية القلب المفتوح.

عوامل تحدد طريقة العلاج

لكل طريق من هذه الطرق أمور ايجابية وأخرى سلبية، ويتم الاختيار بناء على عوامل يتم تحديدها بواسطة أطباء القلب وجراحة القلب، ويمكن اختصار هذه العوامل بثلاث نقاط رئيسية:

1. عوامل تتعلق بالحالة السريرية العامة للمريض ووجود أمراض مزمنة، مثل مرض السكر وأمراض الكلى والأنيميا.

2. عوامل تتعلق بالقلب وضيق الشرايين القلبية، مثل نسبة الضيق ومكان الضيق وعدد الأماكن المتضيقة وهل تعد جلطة حادة أو ضيقاً مزمناً ومدى كفاءة عضلة القلب ووجود خلل في الصمامات القلبية.

3. عوامل تتعلق بخبرة الأطباء ووجود الأجهزة اللازمة، فبعض الأحيان لا تتوافر القسطرة القلبية في وقت حدوث الجلطات القلبية لذلك يتم اللجوء إلى العلاج الدوائي فقط.

وذكر د. العنزي أن «كلاً من هذه الطرق يمكن أن يعتبر الأفضل إذا تم اختياره بناء على دراسة المريض بشكل عام والاخذ بعين الاعتبار جميع العوامل التي تتعلق بالمرض والمريض والطريق المختار للعلاج، لذلك ما يحدد الطريق الأفضل هو عوامل عدة وليس أمراً واحداً».

وتابع: «كما تعتبر قسطرة القلب من الثورات التي حصلت في عالم أمراض القلب، خصوصاً أمراض الشرايين القلبية ومرض تصلب الشرايين. وتستخدم قسطرة القلب لفحص وتقييم وظيفة شرايين القلب والصمامات وعضلة القلب وكذلك في علاج بعض أمراضها خصوصاً الضيق في الشرايين القلبية، ويتم ذلك عن طريق إدخال أنبوب رفيع مجوف يسمى القسطرة عن طريق الأوعية الدموية، إما في الذراع أو الفخذ، ويتضمن ذلك أخذ صور بالأشعة السينية للشرايين التاجية التي توصل الدم إلى عضلة القلب. لكن أهم استخدام للقسطرة القلبية هو تركيب دعامات الشبكات القلبية».

أنواع الدعامات القلبية

الدعامة القلبية تشبه الأنبوب الشبكي السلكي الرفيع، يتم تصنيعها من سبيكة معدنية أو أخرى حيوية، وتتكون عادةً من مادة الكوبالت والكروم، وهي خفيفة جداً وناعمة، ولكنها متينة في الوقت نفسه، وتستخدم الدعامة لفتح الأوعية الدموية الضيقة والمتضررة أو التالفة.

وأوضح العنزي أن هناك 3 أنواع من الدعامات:

1 – الدعامة المعدنية العادية، وهي دعامات يتم تصنيعها من المعدن، وتكون على شكل أنبوبة شبكية دقيقة يتم وضعها في الشريان.

2 – الدعامة المعدنية الدوائية، وهي نوع من أنواع الدعامات تشبه الدعامات المعدنية العادية لكنها تتميز بضخ كمية من الأدوية التي تعمل على منع انسداد الشريان مرة أخرى، وتعتبر من الدعامات الآمنة بشكل كبير حيث تعد الأمثل لمرضى السكري.

3 – الدعامات الحيوية، وهي شبكات دقيقة يتم تصنيعها من مواد قابلة للذوبان خلال فترة من ثلاثة شهور إلى عامين، وهي فترة كافية حتى يعود الوعاء الدموي إلى مرونته وحالته الطبيعية، وهي أحدث ما توصل إليه طب القلب.

التزامات واجبة بعد الدعامة

تعتبر قسطرة القلب وتركيب الدعامات القلبية من طرق العلاج الآمنة والناجحة نوعاً ما كما ذكر العنزي، خاصة اذا تم اختيار المريض الأنسب لعمل القسطرة والطبيب المتمرس في هذا المجال.

وأوضح العنزي أنه في بعض مراكز القلب تصل نسبة نجاح قسطرة القلب إلى أكثر من %95 وتقل نسبة المضاعفات الجانبية لقسطرة القلب كلما كانت جميع خطوات القسطرة متبعة بشكل جيد من قبل الطبيب والمريض معاً، كما انه لا يوجد عمر افتراضي لهذه الدعامات، فقد تعمل هذه الدعامات القلبية لسنوات عدة، ولكن هناك أموراً عدة مهمة يجب الالتزام بها لبقاء الدعامات بكفاءة عالية:

1 – الالتزام بالأدوية المسيلة التي تعمل على منع انسداد الدعامات خصوصا في الاشهر الأولى ما بعد الدعامة.

2 – أخذ الادوية الخافضة للكوليسترول، خصوصاً التي تسمى بأدوية الستاتيين.

3 – التوقف عن التدخين.

4 – التأكد من ضبط ضغط الدم وسكر الدم وأخذ الادوية المناسبة.

5 – تغيير نمط الحياة عبر التغذية المعتمدة على الخضار والفاكهة والأسماك والتقليل من السكريات والأملاح واللحوم الحمراء.
3 نصائح مهمة لمرضى القلب

نصح البروفيسورالعنزي كل مريض قلب بأن يعتبر تركيب الدعامات القلبية بداية لحياة جديدة ونمط حياة جديدا واجبا الالتزام به بجدية. وقال إن الدعامة القلبية تعالج فقط أحد أعراض مرض تصلب الشرايين لكن علينا التركيز على مرض تصلب الشرايين بشكل عام. وأن يلتزم المريض التعليمات السابق ذكرها وعلى رأسها الآتي:

1 – أخذ أدوية الكوليسترول بانتظام.

2 – الابتعاد عن التدخين.

3 – ضبط السكر والضغط.

وهذا من أجل ألا تحدث انسدادات في شرايين أخرى مثل شرايين المخ التي قد تسبب جلطات دماغية، لذلك يجب النظر على الضيق في الشرايين القلبية على أنه رسالة من الجسم بضرورة التحرك نحو التغيير والاهتمام قبل حدوث أمور أكثر خطورة.

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى